حسين الواد،" روائح المدينة -2-"، 204 صفحة، دار الجنوب للنشر، "عيون المعاصرة"، 2015، الثمن 12.000د،

 

ISBN :978-9938-01-082-4.

 

 

من قرأ رواية حسين الواد،" روائح المدينة" الصادرة سنة 2010، يستشعر أنها مفتوحة على مشروع طموح قد يطول نَفَسُه ليفرز تجارب روائية مترابطة، شبيهة بثلاثيات أو رباعيات بعض الكتّاب المعاصرين. صدر أخيرا جزؤها الثاني بدار الجنوب وفي السلسلة الأنيقة نفسها، "عيون المعاصرة". إنّها أقلّ حجما وأقلّ سردا من" الروائح" الأولى ولكنّها أكثر منها إصرارا على ابتداع خطاب سردي تمتزج فيه نكهة الحَكي بمتعة التأمّل المتأنّي. إذ يقدّمها الرّاوي الرّئيسي، حفيد المؤرّخ الحزين، كمخطوط يتكوّن من فصلين قد عثر عليهما بين دفاتر جدّه، فخيّر نشرهما على حِده رغم بعض التداخل بينهما وبين فصول" الروائح" الأولى التي كان قد تكفّل بنشرها شخص ثالث.

 

1-المقاهي و الشأن العام:

بيد أنّ الأمر يختلف بعض الشيء في منظور كاتبها الحقيقي، حسين الواد. ف"روائح المدينة 2" ليست تتمّة للأولى على الأقل في مفهومها الزمني، وإنما هي، في مجملها، عَوْدٌ على التحوّلات الكبرى التي وسمت البلاد منذ "دولة الاستعمار" إلى آخر أيام "دولة التغيير الكاذب". ولكن عملية الرّصد والتقصّي تمرّ هذه المرّة عبر مقاهي المدينة السّت:"النخلة"،"العنبة"،"المحباك"، "الأقواس"، "المستقبل و"البرطال" التي تضطلع بوظيفتين محوريتين في الرّواية:

في غياب التسلسل الزّمني للأحداث، يشكّل المقهى الفضاء المُهَيْكِلَ لأقوال رواد المقاهي لفترة تزيد عن نصف قرن. يقف الرّاوي طويلا عند هذه المحطات السّت مقارنا بينها طورا ومذكّرا بتاريخ كل واحدة منها طورا آخر فيُكسِبُ خطابه بُعدا أنتربولوجيا كما يكشف عن تداعيات ما سُمّيَ بـ"التحديث والعصرنة" على مجتمع تونسي تقليدي تسوسه ذهنية ماضوية.

لكن لمقاهي "مدينتنا" الدور الرّئيس في جمع الأخبار بكلّ أصنافها ولروادها القدرة الفائقة على تلقّفها وتكييفها (إلى حدّ التزييف). فالمقاهي تشبه مراكز تنبيه أو محطّات استشعار مبكّر، يرصد فيها الرّاوي، فضلا عمّا قيل علنا وفاحت رائحته، ما سُرٍّبَ لتوّه مشفّرا بين القول والقول ونُقِلَ همسا إلى مسامع جمهور عريض. لم يكن في تونس الخمسينات رأي عامّ بالمفهوم الحديث للكلمة. لذلك كانت لدولة الاستقلال "الجاثمة على السّيادة" اليد الطّولى في تكييف الهوى العام وتوجيهه حيثما شاءت. غير أنّ حسين الواد كلّما تناول الشأن السياسي لا ينزع إلى الخطاب التفسيري المعهود أو إلى المقدّمات التاريخية وإنّما ينفذ إلى الظاهرة السياسية والاجتماعية عبر مؤشرات تبدو بسيطة في أسفل الهرم، وتتجلّى في المشموم والمشروب والمأكول والملبوس: في سعيه لفهم فترة ما من تاريخ البلاد، يميل حسين الواد الى التمعّن في نوعية مشروباتها وأصناف مرطّباتها ووِجْباتِ أكلاتها السّريعة بحثا على إفرازاتها الخفية. فالرّوائح، في معناها السياسي، تعني بالأساس حزمة من العلامات التي تؤشّر على التحوّلات الكبرى، لاسيما الاقتصادية منها، وتفضح هويّة المنتفعين بها في أعلى هرم السلطة. لا أراني أبالغ إذا قلت إنّ حسين الواد هو الرّوائي الوحيد الذي يُقنعك دون إطناب، ولكن بكلّ جدّ، كيف أنّ تردّي السياسة يتجلّى، مثلا، في تردّي نوعية القهوة من "صافية "ورفيعة بلونها الذهبي ورائحتها الزكية آخر أيام "دولة الحماية "، فمغلّثة بالحمص طيلة العقود الأولى من "دولة الاستقلال" إلى أن أضحت في آخر زمن بورقيبة ماء أصفر بمذاق الشعير. قد تستهويك الابتسامة لطرافة التّنَاوُلِ وظُرْفِ صاحبه. لكن هذا التوصيف هو أبعد من أن يكون مُزحة أو نكتة على الطريقة التونسية. فبقدر ما يصبّ الرّاوي اهتمامه على الظواهر المحسوسة والجليّة فإنّه يرتاب ارتيابا شديدا من الدّعاية الرّسمية ومن شعارات كلّ حكّام تونس دون استثناء. كأنّي بالرّاوي قد نفض يديه من كبار المسؤولين وترسّخت لديه قناعة ساخرة بأن لا طائل روائيا من تقفّي أثر هؤلاء في الدّوائر العليا للسلطة ليسلّط أضواء كاشفة على أعوانهم المحليين والفعليين في "مدينتنا" كفتحي شهوات وأخويه سالم كاناسوكر ونعيم النّمس.

كثيرة هي الألقاب النابية التي تداولها سرّا أهل "مدينتنا" وأطلقوها على رموز "الجمهورية الأوباشية" وأعوانها بعدما استشرت حالة النهب المفضوح لأرزاق المواطنين في أواخر التسعينات وامتزجت في ألشيميا غريبة بطقوس الخنوع الجماعي لتستفحل الشعوذة والسحر والورع الكاذب. تلك هي الخلطة العجيبة التي استوقفت حسين الواد طويلا. استوجبت منه سردا مغايرا لا يختزلها في مسار فردي لشخصية بعينها. كما وسّعت علاقته الحسّية بالأشياء، فاستنهض حاسّة الشّم كضرورة ابداعية لاستكمال ما لا يقدر على تأمينه الحسّ السمعي -البصري. فلأنّ المزاج العام يتكيّف بكل تلك الظّواهر، فهو لا يروم، عند الكتابة والتدوين، وصفا مادّيا صِرفا للأجسام والسِّحنات أو جرْدا للأحداث. بل إنّ التركيز على خصائصه المادية والملموسة قد يُبخِّر نكهته التي تمثّل كنهه المخصوص. لقد نبّه حسين الواد على لسان الرّاوي إلى صعوبة المنحى الذي اختاره. " أمّا المألوف فقد دخل منّا في الاستئناس حتّى لم نعد نشعر به لفرط ما حصل له من سريان في كياننا". فكيف للرّوائي أن يصف الأمزجة العامة سليلة الحقب السياسية والاجتماعية المتعاقبة دون ان يتسلّل إلى تلك التقاطعات التحتية بين الحسّي والمعنوي منها، بين العابر عبور السحاب وبين المترسّب في أعماقنا إلى حدّ التعفّن؟ فكما تراوغ الرّائحةُ الأنوفَ، يستعصي الشأن العام على الوصف لينزاح الكلام ويأتي على غير ما هو عليه " الغريب في أمر الرّوائح لا يكمن في أنّها لا تنبعث من موطن أو شيء واحد معيّن، لأنّها في جميع الأشياء والظواهر البشرية، وإنّما يكمن في أنّ الحديث عنها كثيرا ما يمعن في الانحراف بصاحبه ليخطئها فيصبح كلامه عنها مضلّلا صارفا عن حقيقتها".

فالرّائحة، فضلا عن مكانتها في النص كتيْمة مركزية، تشكّل تعبيرا مجازيا مسترسلا لتوصيف ما استعصى توصيفه، كما تمثّل في تجربة الواد الرّوائية جسرا حِسّيا يفتح على مواطن للسرد والكتابة لم تطأها أقدام (أو أقلام) كثيرة.

2-المؤرّخ الحزين :

قد يغادر حسين الواد في أعماله القادمة مجال الرّائحة بعدما استثمره أيّما استثمار إلى مجالات أخرى، كما فعل في "سعادته السّيد الوزير". غير أنّ نظيره في النص، المؤرّخ الحزين، وإن قضى نحبه في الحكاية، فإنّ ذكراه لن تزول بسهولة ربّما للدور المحوري الذي لعبه في الرّوايتين وربّما أيضا لوشائج غير معلومة باتت تربطنا به نحن معشر القرّاء. فالمؤرّخ الحزين شخصية غير نمطية ترغّبك في التواطؤ معها رغم نزعتها الانعزالية لأسباب عديدة: فهو ليس قدريا على شاكلة جاك القدري (Jacques le fataliste)، لأنّه يتوفّر على وعي بالتاريخ وبتحوّلاته ويتحصّن بهذا الوعي كمن تجرّع مضادّا حيويا وفعّالا زمن الأوبئة أو الكوارث البيئية. ولا هو بعدمية أفكار سِيُورَان (Cioran)، لأنّه لا يكلّ في الخوض في الشأن العام ويستميت في الدفاع عن الذاكرة المحلية لـ"مدينتا". كما أنّه يختلف عن شخصية "المثقف" الثورجي التي لا تكاد تخلو منها رواية عربية. لن تعثر للرّجل على "بورتري" في الرّوايتين عدا أنّ له جسما نحيلا، عُرضة لانتكاسات متكرّرة تتراوح بين الحالات المرضية المزمنة والتكدّرات العرضية. تفاقمت حالته الصحّية فقلّت إطلالاته في النص شيئا فشيئا. لا نراه بقدر ما نسمعه. ولكن صوته قويّ في المدينة، داحض لخرافاتها ولغوها، فاضح لما شان من أفعال سكّانها. إنّهم يحبونه حبّا جمّا ويضيقون ذرعا به في الآن نفسه. فكثيرا ما يكيلون له أفظع الشتائم لأنّه يقرأ في ذواتهم ويصدح بما لا يطيقون تحمّله أو بما لا قدرة لهم على فهمه أصلا. خلافا للشخصيات الأخرى، لا يحمل بطل الرّوايتين اسما علما، فكُنيَة "المؤرّخ" تُحِيل على هويّة وظيفية اختزلت إسمه وأنهكت جسمه.

إذا تأمّلنا مليّا في تفسيره لظواهر الخرافة والتقليد وكذلك في تحليله للأزمات الاجتماعية والسياسية، تستشف لديه، هنا وهناك، ملامح قرامشية وميولآ يسارية. ربّما كان يطمح في" الروائح" الأولى إلى لعب دوره كمثقف عضوي في مدينته وفي بلاده. لقد تفاقمت مأساته واشتدّ به الحزن في "روائح المدينة 2" لطفرة وعيه الحاد بالبوْن الشاسع الذي يزداد اتساعا بين حال الانحدار التي نحن عليها واقعيا وتاريخيا من جهة، وبين القناعة البائسة بأننا خير أمّة أُخْرِجت للناس من جهة ثانية. وما تفاخر السكّان الكاذب والمتعنّت بمدينتهم على حساب غيرها من المدن المجاورة إلاّ علّة سليلة لتلك العقيدة العقيمة، أمّ العِلل. من الأكيد أنّ النكد الذي لحقه من النظاميْن أسهم في تعميق مأساته. إذ كان يخرج من حين لآخر، عن صمته ليشهّر بـ"الحاكم" وينال نصيبه من العقاب كغيره من المارقين على السّراط المستقيم. فليس في الأمر غرابة. غير أنّ الغول الذّي أرّق المؤرّخ الحزين و جعل من حزنه صفة راسخة في كيانه هو المجتمع ذاته (التونسي العربي - الإسلامي) أو بالأحرى أغلبية مجتمعية تخلط بين الدّيانة والسّياسة،  بين التاريخ والخرافة، تحكّم "الأموات في شؤون الأحياء"، وهي غارقة" في رتابة الألفة وهدوء التعوّد و تحجّر التكلّس على حاشية من هزّات " التاريخ الحديث. إنّ الغبن المجتمعي، كما صوّره حسين الواد في الروايتين، يبدو أعتى بكثير على المؤرّخ الحزين من قهر السياسيين له. فيزداد اغترابا في " روائح المدينة 2"حيث يأتينا صوته عبر إحالات وشواهد يُورِدها الرّاوي في طرّة النص. كما لو أنّ المؤرّخ الحزين خرج تدريجيا من متن النص ليستقرّ في هوامشه. فلأنّه لا يملك من ملامح البطولة إلاّ جرأته وحبّه للحرّية فهو يشبه شتات المثقّفين المعاصرين، ينقصهم ما ينقصه ويُحزِنهم ما يُحزِنه.

3- لغة "الروائح":

قد يرى البعض أنّ اعتماد حسين الواد الرّائحة، كلغة وتصوّر، إنّما هو من باب" لزوم ما لا يلزم" روائيا. أو هو ضرب من ضروب المراهنة على قدرته، ككاتب، في تصريف معجم الشم وتفعيله دون باقي الحواس. لا أنكر أن هذا المعجم الدّقيق دقّة الرّوائح في تلويناتها وتفرّعاتها ضالع إلى حد لا يستهان به، عند القراءة، في متعة النص. بيد أنّ انطباعا ثانيا ينازع هذا الشعور في الآن نفسه مفاده أن لغة الواد صعبة المِراس وتتطلّب، لفك دلالة بعض مفرداتها الفصيحة، الاستغاثة بقاموس أو استحضار زاد أدبي مخصوص بعينه قد لا نملكه بالضرورة. في هذا المجال يؤكّد عبد الفتاح كيليطو ( الأدب و الارتياب ، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 2013.) أنّ علاقة الكاتب بقارئه تتّسم عادة بقدر من الرّيبة، فهي صلة شدّ وجذب بينهما حول كيفية تقبّل الأثر وتَمَثٌلِه، لا سيما إذا كان هذا الأخير يطمح فعلا إلى تجديد المبنى والمعنى في جنس من الأجناس الأدبية.

"روائح المدينة"، كما قدّمها الأستاذ صلاح الدين الشريف سنة 2010، "غارقة بجسمها وروحها في تنبك الحداثة". بيد أنّ السؤال المركزي يبقى ملحّا: ما موضع القول الفصيح فيها، والقديم منه تحديدا، من عملية التحديث؟

لا أريد أن أجعل من قراءته للرّواية مناسبة للتموضع ضدّ منهجه أو معه ولكن تمنّيت لو سعى الأستاذ الشريف، وهو الخبير بأحوال اللغة والمعجم العربيين، إلى الإجابة على هذا السؤال لما يكتسيه "التقديم" من دور وظيفي في تطبيع العلاقة بين نص روائي بالغ الجدّة، مثل" روائح المدينة"، وقٌرّائِه الذين تكشّفوا عليه لأوّل مرّة آنذاك. تمنّيت بالخصوص لو أنّه لم يفعّل، بالمناسبة، ذاكرته البلاغية والمعرفية المَهيبة حول "القول على القول". لقد جاء خطابه مُمَسرحا، مُشَفّرا وطُقٌوسِيا لا تقدر على فكّ شفرته إلا خاصّة الخاصّة. كما أنّي لست متأكّدا أن تقمّص الأستاذ الشريف دورَ شارح المتون كان مدخلا جيّدا للرّواية: لقد ركّز في تقديمه لها على تجلّيات القديم فيما بدا لي أنّه يسعى إلى تِبْيان قدرة هذه الرّواية على هضم القوالب الموروثة وتجاوزها. يقيني أنّ "القول على القول" لا يزيد الرّواية إلاّ قناعا على قناع بينما تحتاج قراءتها أن ننزع الوسائط أو أن "نمزّق السّتار"، استئناسا بعبارة ميلان كندرا في كتابه النظري المتميّز " السّتار".

إنّ شغف حسين الواد بالمفردة وبمعانيها لا يخفى على قارئ " الروائح" بجزأيها. لقد عمّقت فيه معاشرته الطويلة للشعر العربي القديم، كناقد، حسّا مرهفا بأركولوجيا الكلمات. لكن، ورغم ميله الصّريح إلى الفصيح، يبدو لي نص الرّوايتين نصا مراوغا للغاية، يزورّ تماما كما تزورّ روائح "مدينتنا". إذ توحي النعوت العديدة للرّائحة في الروايتين بأن الواد قلّبها تقليبا وتمهّل في انتقائها:  من الأوصاف ما درج معناه. ومنها أيضا ما نَدُرَ وانحبس مجال استعماله بين دَفّّات المتون القديمة وشروح القواميس، وكأنّي بحسين الواد يُخرج تلك الكلمات من دائرة المتروك ويعيد تأهيلها لدقّة في الوصف أو لميزات دلالية لا تتوفّر في غيرها.

في مواطن عديدة من الرّوايتين يعطي الواد انطباعا بأنّه لا يدين إلاّ بلغة الأقدمين ولا يقبل بغيرها بديلا. لكن سرعان ما يساورنا الشك إزاء هذا المنحى الصارم كلّما تسرّبت في ثنايا خطابه الناصع جدا تعابير تونسية مشحونة شحنا بالسائد، فتهجّن فصاحته وتخصّبها بروائحها المخصوصة. يسرد الرّاوي، فيما يسرد، حكاية فتحي شهوات مع الخيول الأصيلة قائلا:" لكنّ فتحي شهوات كان قد شاهد ستة خيول، أربع إناث وذكر ومهر، في مسرح لتربية الخيل يملكه أحد الأعيان القدامى بمدينة مجاورة فرشقت له عليها حتى اشتهاها" ثمّ أقدم على سرقتها دون وعي بتبعات فعلته. " وكان أبوه، فيما يضيف الرّاوي، هو الذي شمّها نتنة. نزلت عليه مباغتة كالصاعقة". في نزوة أخرى من نزواته العجيبة، قرّر فتحي شهوات الزواج عنوة من شكيرة " فأمر أعوانه بتعقّبها. ظلّوا يجدّون في السّؤال والطّلب حتّى عثروا عليها مع صاحبها رومبو في مدينة قريبة (....). فأذاقوا الشّاب شيئا من حرّ أيديهم". أمّا سكّان " مدينتنا"، فلا يزالون يتّهمون القرى والمدن المجاورة بالتحقير من شأن بلدتهم حسدا وكمدا، "فهي عندهم جرد قرية".

لهذا المزج الهازل أبعاد ومعان شتى تحتاج إلى مقدار أكبر من التأمل. لكن من الجليّ أنّ حسين الواد "يُفَصِّحُ" الدّارج من القول بقدر ما يستدرج الفصيح إلى مدارات المُتَدًاوَل متجاوزا، من دون ضجّة وبخفّة ذهنية بيّنة، الكثير من الرّؤى الصّفوية والمتكلّسة في مجال اللغة وفي غيرها من مجالات الفكر.

شعبان الحرباوي